ميليشيات ومجالس وعشائر وجيوش! .

اختلطَ الحابل بالنابل في عراق المفخخات والعبوات والقنابل ، في كل يوم نسمع عن ولادة مجلس جديد مهمته انقاذ عباد الله من كل مكروه ، ومن كل حاقد كائد مدسوس، ومع تلك المجالس ثمة مجالس اخرى مهمتها الاسناد والى جانبها جيوش من متطوعي العشائر الذين ستوكل لهم مهمة حماية الديار من كل غريب يريد بأهل الدار السوء ويتربص لهم عند ابواب بيوتهم ومضائفهم وفي ربوعهم ، وهناك ايضا ميليشيات يرفض اصحابها ان يطلقوا عليها هذه التسمية لانهم يعتقدون ان تسميتها بالميليشيات ينزع عنها الصفة الوطنية ويبعدها عن الشعب الذي من اجله وجدت وفي سبيله تشكلت ولخدمته تعمل ليل نهار من دون كلل ولا ملل! لا ندري ان كانت هذه الجيوش والميليشيات والمجالس بشطريها الساندة والمسندة ستتضافر وتتكاتف وتتحالف ام انها ستتحارب فيكون ضحيتها عباد الله الذين لاحول لهم ولا قوة بما جرى ويجري وسيجري! مامن بلد في بقاع الارض الشاسعة يمتلك جيوشاً ومجالس كما يمتلك العراق الجديد، فهناك الجيش العراقي الجديد والجيش العراقي القديم والجيش العراقي المنحل او المحل والجيش الشعبي الملغى وجيش مكافحة الارهاب وجيش فرض القانون، وجيوش فيدرالية مهمتها حماية الاقاليم بعد تشكيلها بعون الله وارادته وجيوش لحماية حدود العراق التابعة لدولة العراق الاتحادية او مرتبطة بالولايات المتحدة العراقية التي ستنبثق لتكون شبيهة بالولايات المتحدة الامريكية، فساستنا يريدون ان يتشبهوا بدولة التحرير التي حررتنا واعتقتنا، ومن واجبنا ان نظل لها شاكرين! وهناك مجالس كثيرة ولا حصر لها ومن بينها مجالس الانقاذ ومجالس الاسناد والمجالس البلدية ومجالس الجمعيات والنقابات ومجالس العزاء التي ظلت منصوبة منذ اربع سنوات ونيف، وبقيت السرادق والمساجد والحسينيات فاتحة ابوابها بانتظار المعزين الذين يتحولون بعد ايام الى معزى بهم بسبب قتلة مجهولين او ارهابيين مفخخين او بسبب الموت كمدا مما يرون ويشاهدون ولايستطيعون ان يغيروا او ينتقدوا او يقولوا شيئا يريح ضمائرهم ويخفف من غلواء نفوسهم! نحن بلد المجالس والجيوش والميليشيات والعصابات ان شئتم، ولكم ان تتصوروا كيف يمكن لبلد ان يسوده الامن والامان وفيه كل هذه المفارقات والمتناقضات والجيوش الجرارة التي لها اول وليس لها آخر! Mad